
شهية هي أخبار القديسين، ومبارك هو جهادهم وتمسكهم بالإيمان المستقيم إلي النفس الأخير ورائع هو المثال الذي قدموه شهادة لنا بحياتهم وتعليمهم. فبه كل واحد منهم وإن مات يتكلم (عب 4:11):
علينا إذا أن نصغي اليهم من خلال تعمقنا في دراسة سيرتهم كي نستفيد من خبراتهم وإرشاداتهم ونقتدي بهم كوصية الكتاب القائل لنا “أذكروا مرشديكم الذ كلموكم بكلمة الله ، أنظروا إلي نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم عب (7:12)
فالحقيقة أنهم يرقبوننا من فوق بتعاطف شديد ومعاونة بالصلوات والتشجيع ، مثلما يفعل المشاهدون في مدرجات الأستاد تشجيعا للمجاهدين في الملعب وهم يفرحون بقيامنا من سقطتنا وتوبتنا ( لوقا ٧:١٥) يبتهجون لمواظبتنا النضال والمثابرة في الجهاد كقول الكتاب” نحن أيضا إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ، ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا ناظرين إلي رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله ( ١:١٢)
وأمامنا في هذا الكتاب باقة من سير القديسين أبظال الايمان الأرثوذكسي نقدمها بترتيب موضوعي وفقا لأقدمية المرحلة الزمنية وليس وفقا لترتيب أيام وشهورالسنة القبطية وكلما كانت هناك سير أخري مع سيرة القديس أو المجمع الذي نقصده في نفس اليوم فاننا ننشر سنكسار ذلك اليوم بجميع قديسيه
وقد توجنا هذا الكتاب بسيرة كاروزنا القديس العظيم مارمرقس الانجيلي المؤسس لكنيسة الاسكندرية وأول بطاركتها الذي نقل الينا بشارة الخلاص بالمسيح وتلمذنا سلمنا الايمان القويم مقدما الشهادة بمثال حياته وتعاليمه وشهادة دمائه التي روت ألرضنا لتأتي بالثمر المتكاثر لمجد الهنا وملكوتهوقد أكثرنا من وضع مجموعة من التعليقات الهامة في الحاشية في كل سيرة بخط أصغر لفائدة الدارسين، وأضفنا تذييلا في بعض الأحيان، وذه كلها رغم أهميتها الكبيرة للاحاطة بالموضوع بصورة أفضل وشرح أكمل ال ليست للقراءة العلنية للسنكسار في الكنيسة ، حيث يقرأ النص المكتوب بخط أكبر في المتن وحده دون التعليقات الموجودة بخط أصغر في الحاشية تجنبا المتطويل ومراعاة لوقت الخدمة.
وقد اقتضت الضرورة عند الكلام عن مجمع القسطنطينية ( سنكسار اول أمشير) ومجمع أفسس يء من التفصيل اللازم للفهم السليم مشیر ) ، ومجمع أفسس سنكسار ۱۲ توت و ۲۸ بؤونه) أن يكون الشرح بشئ من التفصيل للفهم السليم للمجمع وجهاد الأباء القديسين فيه للدفاع عن الإيمان المستقيم، والتعامل بحكمة وحزم مع الهراطقة لكشف فساد تعاليمهم ، حماية للمؤمنين، ومحاولة لتخليص الخراف الواقعة – عـــن سذاجة أوجهل – تحت تأثير الهراطقة وشباك بدعهم المؤدية ألي لهلاك (بطرس الثانية1-2:2
نسأل إلهنا أن تكون دراستنا لسير آبائنا القديسين المجاهدين بركة لنا وللمؤمنين في كل جيل، وأن يهبنا بسؤالاتهم النعمة التي تضرم فينا الشوق وتؤهلنا للاقتداءبهم، كما هم بالمسيح.
القمص شنودة ماهر اسحق
إهداء
إلى راعي رعاة كنيستنا القبطية الأرثودكسية أبينا الطوباوي المكرم
فقد تشرفت بالتتلمذ على يديه طيلة أيام حياتي، بدءاً من شبابي المبكر جداً . ونهلت – ولا زلت أنهل– من فيض كنوز معارفه الروحانية في كافة العلوم اللاهوتية والكتابية والتاريخية. وتمتَّعتُبحنان أبوته ورعايته.
ونلت نعمة الكهنوت بوضع يديه المباركتين علي.
وقداسته هو الذي كلفني بالقيام بهذه الدراسات، وأيدني بإشرافه وتوجيهاته وبركة صلواته منأجل أن تصدر الطبعة الجديدة للسنكسار في أكمل صورة ممكنة. وشجعني على البدء بنشر أمثلةمن الأيام التي تمت دراسة قديسيها أولا بأول، لفائدة شعبنا والدارسين، مع مواصلة النشر إلى أنيكمل العمل كله بنعمة الله وبركة صلواته.
كما أهدي هذه الدراسة أيضا إلى جميع آبائي الأحباء أحبار الكنيسة الأجلاء، المطارنة والأساقفةوالكهنة والرهبان، وإلى إخوتي الشمامسة وكل الشعب، ملتمساً مؤازرتي بصلواتهموتوجيهاتهم.
وقداسته هو الذي كلفني بالقيام بهذه الدراسات، وأيدني بإشرافه وتوجيهاته وبركة صلواته منأجل أن تصدر الطبعة الجديدة للسنكسار في أكمل صورة ممكنة. وشجعني على البدء بنشر أمثلةمن الأيام التي تمت دراسة قديسيها أولا بأول، لفائدة شعبنا والدارسين، مع مواصلة النشر إلى أنيكمل العمل كله بنعمة الله وبركة صلواته.